تيزنيت 37 – متابعة
أثار التسويق الإعلامي الذي لجأ إليه التجمع العالمي الأمازيغي لمبادرة التكفل بأشغال ترميم قبر المدافع الشرس عن الأمازيغية وحقوق الانسان ومعتقلي الرأي أمغار احمد الدغيرني (أثار) انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وفي هذا الصدد قال الناشط الأمازيغي سعيد الفرواح في تعليق له على الموضوع “نشروإعادة نشر نفس الخبر لمرات ومرات.. زعما التحدي.. الله إنعل ليمايحشم.. حقارة بلا حدود.. تاتجملوا على الأموات.. القبر قادوا بناء القبور ودفعت ثمنه عائلة الداحماد.. غا دير الإشهار لراسك على حساب الأموات.. لنفرض نتوما قاع ليقاديتوا شي قبر راه قمة الحقارة تمشيوا تنشروا راه قادينا القبر.. بزعطا..
وأضاف “نحن ومناضلين كثيرين لسنا منحطين مثلكم لكي نقول ما فعلناه مع الداحماد أو فعله معنا لأنه كان إنسانا متخلقا ولا يسوق لما فعله مع أحد.. وأفضاله كثيرة علينا وعلى كثيرين وضمنهم أنتم..”
“هل ثمة سابقة حقيرة مثل هذه؟!.. الداحماد مثل أبينا ولم يسبق لأحد أنه “تايتجمل” على أبيه الميت لأنه شيد له قبرا فما بالنا لو كان يكذب وما بالنا لو كان مسخوط أباه أصلا.. أي مستوى هذا وأي نوع من الناس أنتم؟”، يورد الفرواح
وتابع “لا حول ولا قوة إلا بالله.. أنتم تعيشون بأفضال الناس عليكم ولا أريد أن أنزل إلى مستواكم لأذكركم.. وأنتم لا تستحيون فأصنعوا ما شئتم فقد وصلتم إلى الحضيض ولن نخوض معكم فيه.. ملي كان الداحماد حي كنتم على طرفي نقيض معه وحين مرض لم تزوروه وحين مات طوال أربعة أشهر ونصف لم تزوروا قبره بل في اليوم الموالي لوفاته تنظمون ندوات لصالح حزب أخنوش ولم تحترم حتى ثلاثة أيام كحداد واليوم تأتون في لحظة تشييد القبر باش تسوقوا لريوسكوم على حساب الأموات.. لم يسبق لي أن رأيت وقاحة مثل هذه.. إيوا باز..”
وختم بعبارة “الله إنعل ليخلانا نخوضوا فهاد الأمور التي لا أدري بماذا أصفها..”
من جهتها قالت قريبة للراحل “عمي مات في أحضان أخيه. هو من دفنه و أزال عليه إفركان. دا حماد لم ينتظر يوما شيئا من أحد سوى النضال الحقيقي من أجل القضية الأمازيغية اللتي عاش و مات من أجلها”.
ودوّن معلّق آخر “نعرف حقيقة أمينة وزوجها الراخا ودكانهم ، لكن يا صديقي المسألة ينطبق فيها أين لا تعمل يعمل الآخر ، الخطأ خطأ مناضلي الحركة الأمازيغية الأحرار، لأنهم تركو المجال للانتهازيين للركوب على ما يخص الراحل الدغرني لروحه السلام”.
وعلّق آخر “من خطاب علماني تقدمي الى خطاب كله تقديس وركوع وسجود الألوهية أخنوش ستجد ركوعهوم كلها دعوات وتقربات الى أخنوش”.
وولد المرحوم امغار احمد الدغيرني الذي سنة 1948، بقرية تادارت بقبيلة أيت علي في أيت بعمران، حيث كان والده مدرسا بزاوية تادارت وقاضيا بها، وأصله من بلدة إكّرار ن سيدي عبد الرحمان بأحواز تيزنيت، في جماعة أكّلو. تلقى أحمد الدغيرني تعليمه الأولي بمسقط رأسه، ثم تابع دراسته الأساسية بمعهد تيزنيت ثم بمعهد تارودانت، وحصل على الباكالوريا بمعهد ابن يوسف بمراكش، ثم انتقل إلى جامعة فاس حيث حصل على إجازة في الآداب، وبعدها على إجازة في القانون بجامعة محمد الخامس في الرباط، ليشتغل في سلك المحاماة بهيئة الرباط منذ مطلع السبعينيات. انخرط في العمل السياسي والنضالي منذ شبابه وكان عضوا نشيطا بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
ويعد أحمد الدغيرني من رواد الحركة الأمازيغية وأحد رموزها، ساهم في الدورات الأولى للجامعة الصيفية بأكادير، واشتغل في جمعية تاماينوت، وهو من مؤسسي الكونغرس العالمي الأمازيغي، ومنسقا للمجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية، وشارك في المؤتمر الدولي لحقوق الانسان بفيينا سنة 1993، وكان ذلك حدثا مهما في التعريف بالقضية الأمازيغية على الصعيد الدولي، وهو مؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي سنة 2005. أحمد الدغيرني له مؤلفات عديدة في مجالات الأدب والتاريخ والسياسة والقانون والأمازيغية، وأسس جريدتي “أمزداي” و”تمازيغت”. واشتهر أحمد الدغيرني طيلة مساره النضالي والمهني بدفاعه الشرس عن الأمازيغية وحقوق الانسان ومعتقلي الرأي.
وتوفي رحمه الله، يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020، عن عمر يناهز 73 عاما بعد معاناة مع المرض.