انعقد يوم الاربعاء 05/05/2021 على الساعة العاشرة والنصف صباحا بمقر العمالة، اجتماع موسع للجنة الإقليمية المكلفة بتدبير آفة حرائق الغابات بالإقليم خلال صيف السنة الجارية، تحت رئاسة السيد حسن خليل، عامل إقليم تيزنيت، وبحضور السيد الكاتب العام للعمالة والسادة أعضاء هذه اللجنة من مصالح أمنية وهيئات منتخبة ومصالح خارجية.
وفي تدخل السيد العامل وبعد أن أكد على أهمية المجال الغابوي إقتصاديا وإجتماعيا وبيئيا، وما تزخر به غابات الإقليم من تنوع غطائها النباتي والدور الكبير الذي يلعبه شجر الأركان الذي يغطي أكثر من 96 في المائة من المساحة الغابوية، وكونه موردا معاشيا أساسيا بالمنطقة وآخر حزام أخضر ضد التصحر، مما يستوجب يضيف السيد العامل اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية من طرف كافة المصالح المعنية لتجنب حدوث آفة حرائق الغابات، وكذا تفعيلا لتوصيات البرنامج الجهوي للوقاية من آفة الحرائق والذي سبق أن تمت المصادقة عليه خلال نهاية مارس 2011. هذا البرنامج الذي تمخض عنه إحداث ثلاثة لجن متكاملة الأدوار ومحددة التخصصات، وهو ما انعكس ايجابيا على تنظيم التدخلات ومواجهة الطوارئ في السنوات الماضية، وعليه يضيف السيد العامل فلابد من تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية المتوفرة لدى جميع المصالح المعنية (المياه والغابات – الوقاية المدنية – التجهيز والنقل – الفلاحة – الإنعاش الوطني – القوات المساعدة ) ولدى الجماعات المحلية (أسطول الشاحنات الصهريجية والأدوات الصغيرة) دون إغفال الساكنة ومستعملي الغابة والرعاة وأهمية تحسيسهم بأخطار الحرائق مما يستوجب إعمال التحسيس والتوعية في هذه المرحلة لشرح خطورة حرائق الغابات وكافة الحرائق الأخرى، والإبقاء على اليقظة والاستعداد الدائم للتدخل عند كل طارئ.
وبعد ذلك أعطى السيد العامل الكلمة للسادة ممثلي المصالح الإقليمية، حيث تناول الكلمـــــة السيد ممثـــل المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فتحدث عن دور المجال الغابوي سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي وأهمية الملك الغابوي على صعيد إقليـم تيزنيــت الذي يمثل نسبة 29% من مساحة تراب الإقليم ويحتل منه شجر الأركان نسبة % 96.7 من المساحة الإجمالية، مما يجعل الغطاء الغابوي للأركان يلعب دورا مهما على الصعيد السيوسيو اقتصادي للمنطقة ، وتشكل الغابة موردا مهما بالنسبة للساكنة القروية من حيث الانتفاع بمردودها الإنتاجي، خصوصا على مستوى إنتاج الأعلاف والأنشطة الفلاحية. وفيما يتعلق بآفة حرائق الغابات فإن هذه الكارثة استأثرت بالاهتمام اللازم من طرف المصالح المركزية والجهوية والإقليمية للمياه والغابات، مذكرا في البداية بحصيلة الحرائق التي سجلت في السنوات الفارطة والتي وصل عددها إلى 28 حريقا في العشر سنوات الاخيرة، والتي تمت مقاومتها بدون أن تخلف أضرارا، حيث كان الغطاء النباتي الكثيف في مرحلة تيبسه سببا مباشرا في اندلاع بعض الحرائق، كما عرض الوسائل المادية والبشرية واللوجيستيكية المعبأة للتدخل خلال هذا الموسم.
كما أن المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر برمجت عدة أشغال وفتحت أوراشا غابوية خلال هذه السنة ، كما تقوم بصيانة آليات وأدوات التدخل وتعبئة العنصر البشري لكل طارئ ومباشرة عمليات التحسيس في كل مناطق الإقليم.
وجاء في تدخل ممثل القيادة الإقليمية للوقاية المدنية إيجابية التنسيق والتواصل بين المصالح المعنية بالتدخل عند نشوب الحرائق وكذا تسخير كافة العتاد المتوفر عند التدخل كما تطرق إلى طرق التدخل ونوعيتها وأهمية العنصر البشري واللوجيستيكي ودور الساكنة المحلية وأهمية تعبئتها وكذا مشاركة الجماعات المحلية بما تتوفر عليه من وسائل وكلها عناصر مهمة في التنسيق والاستباق واليقظة، وأكد أن مصالح الوقاية المدنية على استعداد للتدخل ومعبأة لذلك بالنظر لما تتوفر عليه من عناصر بشرية مؤهلة، وكذا وسائل وأدوات التدخل اللازمة سواء على مستوى مدينة تيزنيت أو تافراوت
وفي إطار نفس الاستعدادات الخاصة بمحاربة الحرائق تأهبا لصيف 2021 أكد ممثل المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل على أن المصالح الإقليمية ستباشر أشغال تنقية جوانب المحاور الطرقية خصوصا عند مدخلي تيزنيت من أكادير وكذا في اتجاه اكلو وطريق عمالة سيدي افني بتعاون مع مصلحة المياه والغابات، وسيتم وضع علامات تفادي إشعال الحريق بالطرق الرئيسية.
كمـــا انصبت مجمــــل تدخلات رجال السلطة على أن هذه الأخيرة واعية بمسؤوليتها اتجاه موضوع الحرائق وسيتم رصد مجموعة من الشاحنات المتوفرة واليد العاملة للتدخل في الوقت المناسب عنـــد حـــدوث الحريــــق، وستباشر عملية تحسيس واسعة بمختلف الدواوير وبمختلف الوسائل لشرح خطورة آفة الحرائق، وأهمية إسهام الساكنة المحلية في كل الطوارئ، كما سيتم تسخير كافة الوسائل والآليات والأدوات والموارد البشرية المتوفرة محليا ولدى المصالح الإقليمية المعنية بموضوع الحرائق، كما تمت مطالبة مصالح المياه والغابات بتوزيع العتاد اللازم بتنسيق مع رجال السلطة لتحديد المناطق المستهدفة بالحرائق، وفي ذات الموضوع تمت مطالبة القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بالتقدم باقتراح لدى المصالح المركزية لإنشاء مركز جديد للوقاية المدنية بدائرة أنزي لشساعة المجال الغابوي بهذه المنطقة.
وقد شاطر السادة ممثلوا الجماعات المحلية الحاضرة اهتمام السلطة الإقليمية والمحلية والمصالح المعنية بهذا الموضوع وأكدوا على استعدادهم للمؤازرة والدعم وتسخير المتوفر من الشاحنات الصهريجية والأدوات الصغيرة لدى الجماعات عند كل تدخل، مؤكدين حرص الساكنة المحلية على حماية المجال الغابوي بالإقليم و بضرورة دعمهم عن طريق الجماعة بالوسائل والمعدات لإخمـــاد الحرائق باعتبارهم أول من يبادر إلى إطفائها في انتظار وصول مصالح الوقاية المدنيـة إلــى عين المكان، كما طالبوا المصالح الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بفتح مسالك غابوية جديدة بجماعات الإقليم لتسهيل الولوج بالمناطق الوعرة، وأكدوا أنهم سيوجهون اقتراحات في هذا الصدد إلى الإدارة المعنية
وفي هذا الإطار أكد السيد العامل على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات العملية والميدانية والتحسيسية والإستباقية من طرف مكونات اللجنة الإقليمية المنوط بها تدبير آفة الحرائق في إطار برنامج إقليمي محدد الأهداف كتنقية جنبات الطرق من طرف إدارة التجهيز، وإنجاز وصيانة المسالك الغابوية من طرف مصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر، وبحكم كون شجر الاركان يغطي %96.7 من غابات إقليم تيزنيت وبالإضافة إلى تواجد واحات مهمة بالمنطقة فلابد من العناية بهذه الثروة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة وتكريسا لإرادته الرامية لإيلاء العناية الكاملة لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
وفي ختام هذا الاجتماع شكر السيد العامل جميع الحاضرين على التعاون والإحساس بالمسؤولية وتسخير الجهد، والإستعداد الدائم لتهيئ الوسائــل الماديــة والمــوارد البشــريـــــة لمكافحـــــة الحرائق عند حدوثها، مؤكدا على ضرورة عقد مزيد من الاجتماعــــــــــات واللقاءات علــــى المستـــوى المحلي بتنسيق مع المصالح المعنية لأجل تكريس الوعي لــدى الساكنة المحلية والرعــاة الرحـل والتجـــــار والفلاحيــــن وتوظيف جميع الوسائل المتوفرة سواء على المستوى المحلي أو لدى المصالح الإقليميــــة المعنيـــة ووضع برنامج للمسالك الطرقية التي يجب إحداثــها بالجماعــات القرويـة .