تعتبر البرامج محورية في الانتخابات إذ يعد البرنامج عقداً يتضمن بنوداً يلتزم بها المرشح خلال تمثيله المواطنين ليقوم الناخب عبر الاقتراع بالموافقة على هذا العقد، على أن يخضع المرشح للمحاسبة في حال أخل بالتزاماته. كذا، تقوم الديمقراطيات على التنافس من خلال البرامج، التي تحاكي مصالح المواطنين وتطلعاتهم في السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن وغيره.
ويختلف البرنامج الانتخابي عن الوعود العادية، إذ يكون محدد الأهداف والمدة الزمنية لتحقيقها، والمجالات أو القطاعات التي يغطيها.
في تيزنيت، وقبيل 4 أيام (3 شتنبر 2021) من يوم الاقتراع المقرر في الـ8 شتنبر الجاري، هي 3 أحزاب فقط من كشفت عن برنامجها الانتخابي المحلي يتعلق الأمر بكل منلتقدم والاشتراكية، التجمع الوطني للأحرار والوسط الاجتماعي.
وركز برنامج حزب التجمع الوطني للأحرار بتيزنيت، والذ ياختار لها شعار “تيزنيت خصها بزاف .. جميعا لتكون تيزنيت في الموعد”، على رسم معالم المدينة التي يتصوّرها من خلال اختيار 10 عناوين رئيسية (تيزنيت النظيفة، تيزنيت الدامجة، تيزنيت مدينة الشباب، تيزنيت البهية، تيزنيت العالمة، تيزنيت المنتجة، تيزنيت النشطية، تيزنيت المنتجة، تيزنيت الأصيلة، تيزنيت الحديثة، تيزنيت المنصفة) حيث حدد لكل عنوان رئيسي منها مجموعة إجراءات اعتبرها “واقعية، طموحة، عملية وقابلة للتنفيذ”.
أما حزب التقدم والاستراكية فقد اختار شعار “معكم وبكم نواصل مشروع الجماعة المتضامنة” وحدّد مرتكزات، مرجعيات ومقاربات برنامجه الانتخابي الذي أجمله في 10 التزامات عبر 3 محاور أساسية (الإنسان في قلب السياسات الترابية، اقتصاد قوي في خدمة التنمية المحلية، تجديد النفس الديموقراطي) حيثُ كل محور من هذه المحاور يتضمن التزامات محددة وفق 3 مرجعيات ومقاربات.
وعرض حزب الوسط الاجتماعي برنامجا انتخابيا مكوّنا من 26 نقطة بدون عناوين رئيسية همّت البنية التحتية، الشغل، البيئة، العدالة المحالية والاجتماعية، الاقتصاد، الرياضة، الصحة، الإدارة والتعليم الجامعي.
ويرى الإعلامي عبد الله أكناو السباعي أن للبرامج الانتخابية المحلية أهمية كبيرة باعتبارها تعاقدا مع المواطنين يخضع للمحاسبة والذي على أساسه يعطي الناخبُ صوته لمن يرى فيه أهلا وبرنامجا قابلا للتحقق حتى وإن كان نظام الاقتراع لا يتيح لطيف سياسي أن يحصل على أغلبية مطلقة تمكنه من تسيير كافة القطاعات ويبقى ذلك خاضعا لتحالفات قبلية أو تظهر مع إعلان النتائج وتموقع كل حزب في سبورة الترتيب.
واعتبر أكناو السباعي أن هذه البرامج من المفروض فيها أن تكون واقعية وإجرائية بعيدا عن الشعارات الانتخابوية التي تبيع الوهم للمواطن فضلا عن أنها يجب أن تستلهم المفاهيم الجديدة للسلطة والتمثيلية والمواطنة والمسؤولية وإعمال القانون والتسامح والحداثة والانفتاح وغيرها من المفاهيم ذات الصلة
وذهب المتحدث إلى القول بأن مقارنة هذه البرامج يجب أن يستحضر البرامج التي تركز عليها من قبيل وحدة المدينة والقضايا والظواهر المرتبطة بمجالات العمران والتهيئة والمشاريع الكبرى والتكافؤ والعدالة المجالية والتعاون وغيرها كثير.