منو: قراءة موجزة في الاستحقاقات الانتخابية بـ تيزنيت
النعمة منو، أستاذ زائر وطالب باحث في سلك الدكتوراة
أثبتت التجربة الانتخابية المغربية أن نجاح المترشحين لا يعتمد فقط على كفاءة هذا المترشح أو ذاك أو نواياه الحسنة تجاه الناخبين أو رغبته الصادقه في خدمة مجتمعه، وقد أصبح النجاح في الانتخابات يأتي انعكاسا لخطة عمل استطاعت التعرف على مفاتيح الناخبين ومواطن الوصول إليهم للحصول على أصواتهم، وتختلف هذه المفاتيح باختلاف احتياجات الناخبين وتطلعاتهم وثقافتهم ورؤيتهم لكيفية تدبير شؤونهم الآنية والمستقبلية.
وما يعاب على هذه التجربه أنها تخلط بين أمرين اثنين أولهما الحمله الانتخابية وثانيهما البرنامج الانتخابي. فالحملة الانتخابية الناجحة تتصف بوجود خطة زمنية مبرمجة وتكون على مراحل تبدأ بفترة ما قبل بدء الانتخابات وخلال وقبل نهايتها بحيث تكون لكل مرحلة خصوصياتها.
ومن شروط نجاحها أن تكون وسائل الدعاية متنوعة ومؤثرة وتتناسب مع فعاليات الحملة وأن تتضمن في لجانها عناصر ذات كفاءة عالية وهيكلا تنظيميا يخدم الحملة مع وجود مدير أو قائد قادر على التنسيق بين اللجان العاملة والفاعلة فيها.
وهذا للأسف هو ما تفتقر إليه الحملات الحزبية في الدوائر الانتخابي على مستوى تيزنيت، أما البرنامج الانتخابي فيجب أن يكون ملموسا وأن تكون مرتكزاته ومقارباته وأهدافه واقعية قابلة للتطبيق وأن تكون رسالته الإعلامية مختصرة وواضحة ومفيدة وموضوعية وسهلة تبتعد عن التكرار والنقل تستجيب لتطلعات الناخبين وتثير اهتمامهم وأن تواكب المتغيرات الجديدة وتركز على ما يخدم مصالحهم ويلبي احتياجاتهم.
وبالعوده إلى البرامج الانتخابية للأطياف السياسية المتنافسه في مختلف الدوائر الانتخابية بتيزنيت، يلاحظ أنه يغلب عليها الخلط بين الشعارات المتداولة في الأوساط الاجتماعية والمفاهيم السياسية الواردة في متن الدستور من قبيل الديمقراطية التشاركية ودعم أدوار المجتمع المدني المحلي وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة والحكامة الجيده في تدبير الشأنن المحلي وربط المسؤولية بالمحاسبة، عنوة أو قصدا، دون إدراك لحمولة ومعاني هذه المفاهيم والمبادئ، وعملت على استنباتها في شعاراتها وتأثيثها بها حتى تعطي انطباعا بمقدرتها على فهم الشأن السياسي عموما وانتظارات الشأن المحلي خصوصا.
وحتى الأخذ بكل ما سبق، قد لا تؤدي الحملة الانتخابية الناجحة والبرنامج الانتخابي الواضح في المجتمع المحلي لتزنيت إلى إيصال المرشح الكفؤ إلى المقعد المستهدف لذا قد يكون الخلل في الناخبين أنفسهم الذين يملكون قناعاتهم وتوجهاتهم والتي لا يعيرونها اهتماما وحتى لو كان المرشح من أفضل المرشحين حيث تظل صلة القرابة والقبيلة وأصحاب النفوذ والجاه مسيطرة على اختيارات الناخبين وكثيرا ما قلبت النتائج توقعات ما قبل الحملة الانتخابية وقلبت الموازين لكفة دون أخرى.