الشيخ بلا في رثائه للمرحوم الأستاذ محمد إديحيا
…
رثاء رجل غادرنا على حين غرة، سي محمد إديحيا المناضل الشهم الغيور على مدينته
…
لله ما أعطى وله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى
غادرنا صباح اليوم الأحد 22 غشت 2021 الأستاذ الفاضل سي محمد إديحيا، ولعل الكلمات تعجز عن رثائه، على اعتبار أننا تقاسمنا معه لحظات فضلى، بعدد من المواقع،
عرفناه قويا في مرافعاته، ومدافعا شرسا عن مدينته،
عرفناه عضوا بجماعة تيزنيت، ولقبناه جميعا بقيدوم المنتخبين،
بصم التجربة الجماعية بقصص وحكايات، ظل يرددها طيلة حياته،
وكلما التقيته، كان هم المدينة وتنميتها وتنميتها، ورغبته في الرقي بها إلى مصاف المن الراقية خدماتيا واجتماعيا، فكانت بذلك أهم موضوع يحب إثارته مهما كانت الظروف،
وكان حريصا على الحضور في جميع اللقاءات التي يستدعى إليها رغم ظروفه الصحية، بل والإدلاء بدلوه في موضوع النقاش، بالملاحظة والنصيحة والتصويب،
تقاسمت معه الكثير من اللحظات، ولعل أهمها في مسجد أيت محمد، الذي نشترك معا في عضوية المكتب المسير لجمعية رعاية وتسيير المدرسة العلمية العتيقة لمسجد ايت محمد،
تذكرت كيف يتحدث عن التأخر غير المبرر لأشغال ترميم أقدم مسجد وأقدم مدرسة عتيقة بالمدينة،
وتذكرت كيف يترافع عن نظافة تيزنيت وإنارتها، وكيف ينتقد ويقدم ملاحظات في طريقة تدبير الشأن العام، أعتز دائما بالإنصات إليها، ولا غرابة في ذلك، فهو القيدوم المتمرس في تدبير شؤون الجماعة لعقود، والخبير بدواليب الجماعة،
سي محمد إديحيا، الرجل الشهم الذي كثيرا ما احترمت فيه شهامته ورغبته في أن تتبوأ هذه المدينة ما تستحق من عناية،
كثيرا ما يهاتفني في أشياء لها علاقة بالصالح العام،
وكثيرا ما أنصت بإمعان لأقواله، بل وأستفيد من بعض ملاحظاته، ولا أتذكر يوما أن هاتفني أو تبادل معي أطراف الحديث في شأن خاص، بل في أمور كلها مرتبطة بتدبير حياة الناس،
هي شهادة للتاريخ، أحببت أن أتقاسمها معكم، بعد فقدان واحد من رجالات المدينة،
رحم الله سي محمد إديحيا، وتقبله الله في الصالحين،
وعزاؤنا واحد في فقدانه، والصبر والسلوان لأسرته الصغيرة والكبيرة،
وإنا لله وإنا إليه راجعون
بقلم : محمد الشيخ بلا