تيزنيت 37 صحيفة إلكترونية مغربية

تيزنيت أكثر المدن استقبالا لأفواج المهاجرين الأفارقة غير النظاميين !

..

تعمد السلطات المغربية في الآونة الأخيرة إلى سياسة تشتيت تجمعات المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في مدن شمال المغرب، التي يترصدون فيها فرص “الهجرة السرية” إلى الضفة الأوروبية عبر مدينتي سبتة ومليلية (الواقعتين في التراب المغربي والخاضعتين للسيادة الإسبانية).

وترحل السلطات المغربية بين الفينة والأخرى عدداً من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين عبر دفعات من مدن الشمال، بخاصة الحسيمة والناظور ونواحي سبتة ومليلية، إلى مدن توجد في الداخل لا سيما تزنيت وأزيلال وطاطا.

وتظل مدينة تزنيت الواقعة في الجنوب المغربي أكثر المدن استقبالاً لأفواج المهاجرين الأفارقة السريين، الشيء الذي دفع نشطاء حقوقيين إلى انتقاد سياسة الترحيل والتشتيت، خشية تحول المدن التي يُرحل إليها المهاجرون إلى مراكز إيواء.

أرقام رسمية

وتفيد أرقام رسمية كشفت عنها وزارة الداخلية المغربية أخيراً، بأنه تم إجهاض 40 ألفاً و589 محاولة للهجرة غير النظامية، كما فككت السلطات 125 شبكة إجرامية متخصصة في الهجرة غير الشرعية خلال سنة 2022.

وأقدمت السلطات العمومية في المغرب وفق أرقام وزارة الداخلية على ترحيل 2326 مهاجراً أفريقياً غير نظامي إلى دولهم الأصلية منذ بداية سنة 2022 إلى اليوم أغلبهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء بتنسيق مع المنظمة العالمية للهجرة في المغرب.

وتنهج الحكومة، وفق المصدر ذاته، سياسة “الرجوع الطوعي” للمهاجرين الموجودين في وضعية غير قانونية إلى بلدانهم في ظروف آمنة تحترم كرامتهم، بالتنسيق مع الهيئات الدبلوماسية لبلدان هؤلاء المهاجرين.

وسجلت الداخلية المغربية ارتفاع الهجرة غير الشرعية الوافدة من دول الساحل جنوب الصحراء الأفريقية إلى المملكة، جراء عديد من العوامل أبرزها تبعات جائحة كورونا، التي أفضت إلى هجرة آلاف الشباب من تلك البلدان نحو المغرب، لقربه من إسبانيا على وجه الخصوص.

وتقول وزارة الداخلية إنها تعمل على مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية التي ترتبط بتدبير ملف الهجرة غير الشرعية من منظور شامل ومندمج، يراعي السياقات الأمنية والسياسية والاجتماعية في الوقت نفسه.

عديد من النشطاء الحقوقيين والهيئات المدنية، سجلت أن السلطات تعمل على ترحيل العشرات من المهاجرين الأفارقة من مدن الشمال إلى مدن في جنوب البلاد، سيما مدينة تزنيت.

ويقول في هذا السياق الناشط المحلي عبدالله أوترغيت، إن “ترحيل المهاجرين الأفارقة غير النظاميين إلى مدينة تزنيت المعروفة بصغرها وهدوئها، هو واقع حاصل عاينه عديد من الناس وأضحى حديث الخاص والعام”.

واستطرد المتحدث ذاته “لا توجد تفسيرات منطقية لاختيار مدينة تزنيت مركزاً لإيواء هؤلاء المهاجرين الأفارقة المرحلين من مدن الشمال، الذين ينتظرون الفرصة المناسبة للهجرة السرية صوب إسبانيا عبر قوارب الموت في البحر، أو عبر التسلل إلى سبتة ومليلية”.

ووفق الناشط الجمعوي، فإن اختيار تزنيت جاء بعد أن كان الترحيل صوب مدن أخرى مثل بني ملال وأزيلال (وسط البلاد) وطاطا (جنوب)، مبرزاً أن الأسباب قد تكون بعد المدينة من الشمال، حيث تكثر محاولات الهجرة السرية، وأيضاً لهدوء المدينة وسكانها المسالمين.

وفي السياق، طالب أخيراً المجلس الجماعي الذي يسير شؤون هذه المدينة، وزارة الداخلية بوقف ترحيل هؤلاء جراء تزايد التخوفات الأمنية باحتضان هذه الفئة من المهاجرين، حتى لا تتحول مدن الجنوب المغربي إلى مراكز إيواء، وهو ما سبق أن اقترحته الدول الأوروبية على المغرب، غير أن الرباط ترفض هذه المقترحات.

 

اترك رد