تيزنيت 37 صحيفة إلكترونية مغربية

“زبالتنا” رُدّت إلينا !!


نورية الدغيرني

انتفضت ساكنة تزنيت او بالأحرى جزء منها ضد الروائح الكريهة المنبعثة من المطرح البلدي المفتوح على الهواء الطلق، للتنديد بتهاون المجالس الجماعية المتعاقبة على تسيير المدينة متهمة إياها باللامبالاة والتسويف والتماطل في معالجة هذا الملف البيئي الخطير ذي التداعيات الكارثية على الصحة العامة، ومتهمة إياها بتبني سياسة الترقيع والحلول اللاعقلانية ومقاربة لا ايكولوجية في التعاطي مع هذا الملف.

من هاته الحلول السهلة غير المجدية نذكر تدخل السلطات المحلية لاطفاء نيران المزبلة الكبرى المشتعلة ليلا ونهارا بالاستعانة بعناصر الوقاية المدنية التي حاولت اخماد جبال القاذورات الممتدة على مساحة 10 هكتارات.

واذا علمنا ان جهة سوس عموما وإقليم تزنيت خصوصا يعرف شحا مقلقا في مخزونه المائي بسبب قلة التساقطات خلال السنوات الأخيرة ندرك ان استنزاف الثروة المائية لاخماد هذه النيران حل غير فعال ومعالجة كارثة بكارثة أخرى خصوصا وأننا على أبواب صيف ساخن.

واما الحل الذي تفتقت عنه عبقرية المجلس الجماعي للمدينة فهو بكل بساطة تحويل المطرح الى جماعة أخرى مجاورة لتزنيت. مما يعني تدشين مطرح جديد في الهواء الطلق في الجماعة القروية لابعاد روائحه المثيرة للغثيان عن المدينة وكأن الامر يتعلق بتصدير النفايات كما تفعل الدول الصناعية مع الدول الفقيرة مقابل بعض المساعدات المالية.

مؤخرا بدأنا نسمع عن مشروع” تأهيل” المطرح الحالي وعن ميزانية خيالية مرصودة لهذا الغرض. لا ندري تفاصيل هذا المشروع لكن المؤكد ان المطرح سيحتفظ بامتياز الهواء الطلق.

وعليه فلا حل يلوح في الأفق وسيبقى مشروع وحدة صناعية لمعالجة النفايات بالمعايير البيئية من وحي الخيال.

أما الساكنة فتلك مسألة أخرى..انتفضت أحياء الضفة الشرقية المجاورة للمطرح..وغابت الأحياء الأخرى عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها بعض فعاليات المجتمع المدني.

ملاحظة ثانية..جولة واحدة في المدينة كافية للخروج بالخلاصة التالية..الأزبال في كل مكان..ولا يطرح هذا أي اشكال لدى السكان..ورود على الشرفات والنوافذ..وأزبال في الطرقات..بيوت نظيفة وجميلة..وأزقة متسخة وكئيبة.

فماذا تعني هذه الازدواجية؟

لدى المجلس الجماعي ولدى الساكنة؟

ومم نشتكي اذن؟

المطرح في المدينة والمدينة مطرح؟

والنتيجة..بضاعتنا ردت الينا..وزبالتنا منا والينا!

اترك رد