تيزنيت 37 صحيفة إلكترونية مغربية

صناعة الكوارث البيئية.. تتوالى على جهة سوس تِباعًا


تتوالى الكوارث البيئية على جهة سوس ماسة تباعا منذ سنوات بلا توقف..

من الجفاف..

إلى استنزاف الفرشاة المائية بإقليم شتوكة أيت باها بسبب زراعات لا تسمن ولا تغني من جوع كالموز والطماطم والتوت…أملتها اختيارات سياسية فاشلة في مجال استراتيجي كالفلاحة لصيق بالمعيش اليومي لساكنة سوس ماسة منذ القدم،

مرورا بالتداعيات الخطيرة للقانون 113.13 المنظم للترحال والمراعي على الاستقرار الاجتماعي وعلى ملكية الأراضي الزراعية للقبائل الأمازيغية..

ومعه التدمير الممنهج للمجال الحيوي لمحمية شجرة الأركان الطبيعي بسبب التوسع العمراني من جهة والمقالع والمناجم من جهة أخرى.

ومعه أيضا عمليات التحفيظ الجماعي التي أدت إلى سلب أراضي شاسعة من ساكنيها وضم ما تبقى منها إلى ما يسمى ب″المياه والغابات″،

وصولا، وكأن ما سبق لا يكفي، إلى الحشرة القرمزية التي لا يعلم أحد من أين جاءت ولا من أين سقطت، والتي تهدد بانقراض ثروة نباتية لا تقل أهمية عن شجرة الأركان : نبات الصبار.

اللائحة تطول ومعها معاناة ساكنة سوس ماسة.

 

والسؤال المحوري هو كالتالي :

هل ما وقع محض مصادفة أم أن وراء ذلك أهدافا أخرى غير معلنة؟

سنكون من السذاجة بمكان إن نحن سلمنا بالاحتمال الأول لأن الوقائع تشهد بغير ذلك.

لا مناص إذن من القبول بالاحتمال الثاني خاصة إذا استحضرنا الخيط الناظم ما بين كل تلك الكوارث البيئية.

 

يتعلق الأمر بقليل من الملاحظة مع قليل من التاريخ بتدمير تدريجي للمنظومة البيئية ″التقليدية″ التي تأسست عبر قرون عديدة وترسخت كممارسات وأعراف بين قبائل وساكنة سوس ماسة منذ القدم.

لا يسمح هذا المقال ببسط تفاصيل هذا التوازن البيئي التاريخي لكننا نذكر بأهم خاصية فيه تشكل قطب الرحى الذي تدور حوله كل تلك الكوارث المصطنعة.

إنها الاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لساكنة سوس ماسة عبر التاريخ !

 

اليوم تستهدف هذه الاستقلالية بشراسة ليس في المغرب وحسب بل وعبر العالم من طرف مافيا المال والأعمال والأذرع الأخطبوطية للشركات عابرة القارات وسماسرتها من السياسيين الانتهازيين.

لن تتوقف هذه الكوارث البيئية، ستزداد انتشارا وستأخذ أشكالا جديدة لا تخطر على البال وخصوصا مع التقدم التكنولوجي والتلاعب بجينات الحيوان والنبات والإنسان.

 

الخطر محدق. وإذا ما استمرت الأمور في نفس الاتجاه مع غياب وعي بيئي مضاد للمخططات الليبرالية التخريبية فالنتيجة النهائية واحدة :

مزيد من الاستيلاء على الأراضي الفلاحية..

مزيد من انقراض الأنواع النباتية والحيوانية..

مزيد من الجفاف..

مزيد من التلوث..

مزيد من الهجرة والنزوح الجماعي نحو المدن..

مزيد من الهروب إلى الخارج…

 

فإلى متى السكوت؟ والى متى نصمت على مآسينا؟

تذكير من التاريخ المعاصر :

ينتظر قبائل سوس ماسة نفس المصير الذي آلت إليه قبائل الهنود الحمر بأمريكا الشمالية بفعل المخططات الاقتصادية الليبرالية. التاريخ لا يرحم !

 

محمد أزرور

اترك رد