تيزنيت 37 صحيفة إلكترونية مغربية

السباحون المنقذون بشاطئ أكلو.. عنوان للتضحية من أجل سلامة المصطافين


يطلق عليهم “السباحون المنقذون” وتجدهم على طول الشاطئ بلباس السباحة الخاص بهم والذي يميزهم عن باقي المصطافين.

بحركة دؤوبة طيلة النهار ونظرات رصد تحمل الكثير من المعاني تختزلها كلمة التضحية، يقف السباح المنقذ مراقبا لكل ما يحدث في الشاطئ، لا يمل ولا يكل من إطلاق الصافرات لتحذير المصطافين من السباحة في مناطق الخطر، مع التركيز الشديد حرصًا على ضمان سلامتهم، فعمله يتعلق بمسألة حياة أو موت.

هي مهنة موسمية مرتبطة بفصل الصيف يزاولها شباب ينحدرون من الأحياء الشعبية قصد توفير مصاريف وقوت يومهم حيث يلتحقون بها بعد نجاحهم في اجتياز المباراة التي تنظمها القيادات الإقليمية للوقاية المدنية في شهر أبريل من كل سنة، وتتوج باختيار عدد كبير منهم.

يبدأ البرنامج اليومي للسباح المنقذ، تحت إشراف أحمد التابوني وهو  إطار بالقيادة الإقليمية للوقاية المدنية بتيزنيت، منذ الصباح الباكر، بلقاء مع بقية أفراد الطاقم (25 سباحا منقذا) للقيام بتمرينات رياضية، قبل أن يتم إخطارهم بالمعلومات الخاصة بحالة البحر، والتي تتغير كل يوم، مع مواكبتهم طيلة النهار لينتهي البرنامج باجتماع المشرف بفريقه لتقييم عمل اليوم.

يعدُّ التواصل الجيد مع المصطافين مهما للغاية في عمل السباح المنقذ، إذ أن التكوين الذي يتلقونه في مجال التواصل يسعفهم كثيرا، خاصة حينما لا يتقبل بعض المصطافين النصائح والتوجيهات التي يقدمها لهم، وتشكل هذه النقطة إحدى أكبر الصعوبات التي تواجه هؤلاء الشباب فتهور البعض وعدم احترامه لتوجيهات المنقذ الذي له دراية بكل مايتعلق بالتيارات البحرية والحفر التي تتواجد بالأماكن التي يحرسها، يؤدي إلى ما لايحمد عقباه.

وللسباح المنقذ، إلى جانب أفراد الوقاية المدنية، دور فعال وضروري. فهو يضحي بحياته من أجل الآخرين والمطلوب هو تعاون المصطافين معهم وعدم التهور برفض توجيهاتهم.

طبيعة عمل السباح المنقذ الشاق والمحفوف بالمخاطر، يفرض عليه مجابهة أمواج البحر الخطيرة قصد إنقاد المواطنين، والتركيز والحرص لمدة 12 ساعة في اليوم، من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء على الإرشاد والتوجيه.

ويعتمد الالتحاق بمهنة السباح المنقذ الموسمية على معايير متعددة تحددها الوقاية المدنية منها “سن المرشح” بحيث يشترط أن لا يقل عمره عن 20 سنة، بالإضافة إلى ضرورة توفره على لياقة بدنية تؤهله لأداء مهامه الوقائية على أحسن وجه، فيما يعد إتقان السباحة أهم شرط نظرا لخصوصية المهمة.

صفات أخرى يتعين توفرها في المرشحين لمزاولة هذه المهنة تتمثل أساسا في القدرة على التركيز من أجل الرصد والتفاعل بشكل سريع مع أي حالة غرق محتمل، والذكاء للتعامل مع الأمور المفاجئة أثناء عملية الإنقاذ، والشجاعة وعدم الخوف من المواقف الصعبة.

ويتضمن امتحان مباراة هذه المهنة الموسمية التي تحدد مكانها و زمانها المديريات الإقليمية للوقاية المدنية، اختبارات في السباحة لمسافة محددة، وفي التنفس، وفي حمل دمية بلاستيكية لمسافة معينة فوق الماء، إضافة إلى تكوين ثم اختبار في مجال الإسعافات الأولية. ويخضع المرشحون لهذه المهنة أيضا لتكوين في التواصل الذي يعتبر ضروريا للتعامل مع المصطافين في حالات مختلفة.

اترك رد