كشفت دراسة علمية حديثة أجراها فريق مغربي بوحدة العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة، ثلاثة عوامل تساهم في رفع نسبة الوفيات في صفوف المصابين بفيروس كورونا المستجد المحتاجين للإنعاش.
العامل الأول، وفق الدراسة المنشورة في مجلة “Annals of Medicine and Surgery”، يتعلق بمرض قصور القلب (insuffisance cardiaque)، والعامل الثاني يرتبط بالمستوى العالي من “D-dimère”، وهو تحليل يرصد وضعية العروق التي توصل الأوكسجين إلى الرئة، ويتمثل العامل الثالث في الحاجة إلى التنفس الاختراقي.
وقد شملت الدراسة حوالي 600 مصاب بفيروس كورونا المستجد، بينهم رضع وحوامل وشباب وكبار في السن، يمثل الرجال منهم 67,2 في المائة والنساء 32,8 في المائة، وذلك خلال الفترة الممتدة من شهر مارس من السنة الماضية إلى غاية نهايتها.
وسعت الدراسة العلمية، بحسب الطبيب المشارك فيها عبد الرحيم الكويني، إلى تبيان العوامل المسببة للوفاة في حالة الإصابة بفيروس كورونا المستجد لمساعدة الأطباء على التعرف المبكر على المعرضين لخطر تفاقم الوضعية الصحية.
وقد بلغت نسبة الوفيات في صفوف من شملتهم الدراسة 32,5 في المائة (195 شخصا). وأوضح الطبيب الكويني أنها “نسبة غير مرتفعة بالنسبة لمصالح الإنعاش والتخدير بصفة عامة؛ بحيث هناك دراسات صينية وإيطالية سجلت نسبة وفيات تتراوح ما بين 35 و40 في المائة”.
وأشار الدكتور الكويني، في تصريح أدلى به لهسبريس، إلى أن الموجة الأولى من كورونا كان لها تأثير أكبر على كبار السن الذين كانوا يحتاجون للإنعاش. أما الموجة الحالية، فتشهد العكس بدخول شباب مصابين بكورونا إلى الإنعاش.
وأبرز المتحدث أن هذه الدراسة العلمية هي الأولى من نوعها على مستوى أقسام الإنعاش والتخدير في المغرب، ومن شأن نتائجها أن تساهم في التقليل من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد من خلال التعرف المبكر على الحالات ذات العوامل المميتة.
ويضم الفريق العلمي للدراسة، الذي أشرف عليه الأستاذ إبراهيم حسني، رئيس قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة أستاذ بكلية الطب والصيدلة بالمدينة نفسها، الأطباء في قسم الإنعاش: عبد الرحيم الكويني ومنال مربوح وغزلان العيدوني ومحمد عبدي والغالط عبد الإله ومحمد معراض وخولة جبار، إضافة إلى الطبيب بكير حسام والطبيبة عبدة نعيمة، الأستاذين بكلية الطب والصيدلية.