تيزنيت 37 صحيفة إلكترونية مغربية

“البيع والشرا” في موسم سيدي أحمد أوموسى بـ تازروالت

..

أقدم موسم ديني ينظم في منطقة تزروالت التي كانت مركزا تجاريا منذ قرون

ظل أنموكار نتزروالت، أو موسم سيدي احمد أو موسى، على مر قرون، محافظا على هويته الدينية والتجارية والاجتماعية، بعيدا عن فلكرة طقوسه وعاداته وتقاليده، والليالي الساهرة التي طغت على أغلب المواسم.

ويعتبر مزار سيدي احمد أو موسى مسقط التصوف بمنطقة تزروالت، حيث يعود تاريخه إلى القرن العاشر الهجري، لذلك يعتبر أقدم وأكبر موسم في المغرب، حظي، منذ تولية الملك محمد السادس العرش، بعناية ورعاية خاصتين، بحضور الحاجب الملكي شخصيا إلى الزاوية بتقديم هبة مولوية لحفدة الشيخ.

للموسم بعد ديني تجاري، باعتبار منطقة تزروالت كانت مركزا تجاريا، غنيا بكثافته، ليتحول عبر التاريخ، إلى سلسلة من ستة مواسم مترابطة جغرافية وهوية، ثلاث منها للرجال وثلاث للنساء. إذ ينظم موسم تزروالت للنساء (أنموكار نتيمغارين) خلال فصل الصيف، ويقام خلال غشت من كل سنة، مباشرة بعد أسبوع من موسم تزروالت للرجال الذي يقام غالبا خلال يوليوز من كل سنة.

تجارة الإبل

يقام موسم سيدي احمد أو موسى بقبيلة تزروالت السوسية الأمازيغية، التي تقع في الجنوب الشرقي لمدينة تيزنيت، والتي اشتهرت بتاريخها السياسي، إذ كانت مقرا للإمارة السملالية التي تأسست أواخر الدولة السعدية، وكانت موطن القطب الصوفي، الشيخ سيدي احمد بن موسى الجزولي السملالي.

ويعتبر الموسم مناسبة للقاء بين القبائل، لأن تزروالت تتوسط أغلب قبائل سوس كالاخصاص وآيت باعمران ومجاط وإداوباعقيل وأرسموك وسملالة والسيحل، فضلا عن القبائل الصحراوية. لذلك ظل الطابعان التجاري والديني، يغلبان على هوية الموسم، الذي يعتبر مركزا لتجارة الإبل والأنعام، ومزارا دينيا يستقطب آلاف المريدين من مختلف مناطق المغرب، ومركزا لربط الأنساب بين القبائل.

بيع الحلي والملابس

تنطلق الاستعدادات للموسم منذ بداية يوليوز من كل سنة، من خلال تحديد التجار لأماكن ممارسة تجارتهم وتهيئة المناطق الثلاث الموجهة للموسم، والمقسمة إلى ثلاث مناطق، تخصص منطقة كبرى لممارسة أنواع التجارة، ومنطقة مخصصة للفرجة، ثم منطقة ثالثة مخصصة لإقامة الزوار واستقرارهم، إذ يحمل هؤلاء ذبائحهم التي يقدمونها للضريح، ليتم بيع لحومها وتوزع أموالها على حفدة الشيخ حراس الضريح، ويخصص الثلث الباقي من محصلات اللحوم للمنافع الخاصة بالموسم وحاجياته.

كما يعتبر موسم تزروالت الصيفي الخاص بالنساء الذي ينظم بعد موسم الرجال، أكبر موسم للنساء في الجنوب، إن لم نقل بالمغرب، يخصص للتجارة النسائية والتناسب، إذ ما زالت شجرة الزواج شامخة إلى اليوم، قرب الضريح ، تتم فيها مختلف عمليات الزواج.

وتتحول فضاءات الموسم إلى محلات للتجارة النسائية حيث تباع جميع أنواع الحلي والملابس النسائية والأكسسوارات الخاصة بالمرأة والأواني المنزلية وكل مخصصات النساء، حيث تتكثف فيه عمليات التجارة يومي الأربعاء والخميس من أيام الموسم.

شراء البهائم

وإذا كان موسما الرجال والنساء خلال الصيف هما الحاضران بقوة في المنطقة، فإن تزروالت عرفت بإقامة أربعة مواسم أخرى على مدار السنة بدأ يدب إليها الضعف والهون، إذ ينظم بتزروالت موسم إداولتيت، وهو موسم ديني خالص كانت تلتقي فيه طائفة إداولتيت الدينية، خلال يناير الفلاحي من كل سنة، لإحياء تقليد ديني صوفي والمترسخ في عادات المنطقة. وما زال معروفا اليوم ب”إفقيرن نداولتيت أو طائفة إداولتيت”. وهو بمثابة جولات جماعية يراسها أمين الطائفة التي تتنقل عبر أنحاء قبائل اداولتيت على شكل مجموعات، تنضم إليها خلال ثلاثين محطة التي تمر بها وفود أخرى من الطائفة نفسها.

وتبقى أبرز وأهم طائفة، هي فرق زاوية سيدي أحمد أموسى وسيدي احمد أبعقيل بتيزكي اداوبعقيل وإغير نموسى وأفلا وكنس وورزان وزاوية سيدي لحسن اومبارك بتموديزت بتيغمي وسيدي احمد اعزى بدار الأربعاء وتافراوت المولود بأنزي والمدرسة العتيقة للا تيعزة بإداوسملال وسيدي محمد اويدير باداكوكمار ومسجد تماشت مسجد تدارت مدرسة العتيقة ازاريف وبعض المساجد بازاغار وأخيرا زاوية سيدي وكاك بأكلو نواحي تيزنيت. كما يعتبر موسم مجاط حلقة من حلقات موسم تزروالت الذي يغلب عليه الطابع التجاري والفلاحي، باعتباره ينظم في فصل الخريف، حيث يتم الاستعداد للحرث من خلال شراء المحاريث والمعاول والبهائم. كما ينظم بتزروالت موسم شهر مارس من كل سنة وهو ذو طابع فلاحي تجاري.

محمد إبراهمي

اترك رد